عالم الانترنيت : نص سماعي - كتابي في اللغة العربية - المستوى السادس

 عالم الانترنيت : نص سماعي 

 كتابي في اللغة العربية - المستوى السادس



عالَمُ الْإِنْتِرْنيتِ


أَصْبَحَ الدُخولُ إِلى عَالَمِ الإِنْتِرْنِيتِ الْيَوْمَ ، ضَروريّاً وَلا مَناصَ مِنْهُ مُخْطِئٌ مَنْ يَتَجَاهَلُهُ أَوْ يَتَهَرَّبُ مِنْهُ تَحْتَ ذَريعَةِ الْجَهْلِ بِأَبَجَدِيَاتِهِ، أَوْ فَواتِ الأَوانِ عَلى تَعَلُّمِ أَوَّلِيَّاتِهِ. الْإِنْتِرْنِيتِ عالَمٌ افْتِرَاضِيٌّ، قَائِمٌ بِذَاتِهِ، فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ، وَالْحَاجَةُ إِلَيْهِ تَفْرِضُ نَفْسَها، وَاللُّجوءُ إِلَيْهِ لَيْسَ تَرَفاً، أَوْ تَمْضِيَةً لِوَقْتٍ فَضُلَ. لِنَقُلْ : إِنَّ الْإِنْتِرْنِيتَ وَسيلَةٌ لِلتَّعَلُّمِ ، وَوَسيلَةٌ لِلتَّكْوينِ الْمُسْتَمِرِ، وَلِمُتابَعَةِ ما يَحْدُثُ فِي الْعالَمِ سِياسِيّاً وَثَقَافِياً وَاجْتِمَاعِياً وَعِلْمِيّاً... ثُمَّ إِنَّهَا الْمَلَاذُ الْجاهِزُ لِلْإِجَابَةِ الْفَوْرِيَّةِ عَنْ كُلِّ سُؤالٍ فِي كُلِّ الْمَجالاتِ.

مِنْ هُنا تَبْرُزُ أَهَمِّيَتُها فِي الْحَيَاةِ الْمَدْرَسِيَّةِ لِأَبْنَائِنَا هِيَ إِذَنْ مَدْرَسَةٌ مُفَتَّحَةُ الْأَبْوابِ فِي كُلِّ وَقْتِ وَحينٍ, قُطُوفُها دَانِيَةٌ، وَثِمَارُها يانِعَةٌ فِي انْتِظارِ مَنْ يَجْنيها لِيَسْتَفِيدَ مِنْها. أَطْفالُنا في حاجَةٍ يَوْمِيَّةٍ إِلَى الْإِجَابَةِ عَنْ تَساؤُلاتِهِمْ، وَإِمْدَادِهِمْ بِالْمَعْلُوماتِ وَالْمَعارِفِ الضَّرورِيَّةِ لِتَعَلُّمِهِمْ، هُمْ في حاجَةٍ إِلى بُحوثٍ وتَحْضِيراتٍ لا تُسْعِفُهُمْ خِزاناتُهُمْ الشَّخْصِيَّةُ فِي الْحُصولِ عَلَيْها، لِذا فَإِنَّ مَلاذَهُمْ الَّذِي يَشْفِي غَلِيلَهُمْ هُوَ الإِنْتَرْنِيتُ.

وَلَقَدْ أَصْبَحَ اقْتِحامُ هَذا الْعالَمِ مُتاحاً لدى الْجَميعِ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكانٍ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي الْمَدِينَةِ وَالْقَرْيَةِ، فِي السَّهْلِ وَفِي الْجَبَلِ, إِذْ تَنَوَّعَتْ وَتَعَدَّدَتِ الْوَسائِلُ الْمُساعِدَةُ عَلى الاِسْتِفَادَةِ مِنْ خَدَماتِ الْإِنْتِرْنِيتِ مِنْ حَواسِبَ وَهَواتِفَ نَقالَةٍ وَلَوَحاتٍ إِلِكْتْرونِيَّةٍ....

وَمِنَ الْجَدِيرِ بِالذِّكْرِ أَنَّ الاِسْتِعْمالَ الأَمْثَلَ لِهَذِهِ التِّقْنِيَةِ أَصْبَحَ هاجِسَ الْآباءِ وَالْأَوْلِياءِ، لِأَنَّ التَّعَاطِيَ مَعَها، في غِيابِ التَّوْجِيهِ وَالْمُراقَبَةِ، أَدّى إِلى الزَّيْغِ عَنْ سَبيلِ الرُّشْدِ وَالاِسْتِقامَةِ في ذَلِكَ، مِمَّا يُنْذِرُ بِانْدِثارِ الْقِيَمِ وَتَفَشِّي الْأَمْراضِ الْبَدَنِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال